ترددت كثيرا فى الكتابة عما أطلق عليه (الديسكو الحلال)الذى افتتح مؤخرا فى مدينة جدة السعودية بوابة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين.. قاومت النزعة للكتابة والتعليق وقاومت النزعة إلى السخرية التى سيطرت على وانا أفكر فى الديسكو الحلال، ولكنها هزمتنى وجعلتنى استسلم لقلمى.. ولا أملك إلا الدعاء لله أن يسامحنى أن كنت قد جاوزت قدرت او غلبتنى نفسى الإمارة بالسوء.. كما اعتذر للقراء الأعزاء عن أى شعور بالامتعاض أو عدم الرضا.
توضأت واسبغت الوضوء وصليت ركعتين لله الكريم بنية أن يبارك ويتقبل سهرتى ثم توجهت إلى الديسكو الحلال على شاطئ البحر الأحمر فى جدة.. على بعد أمتار من باب الديسكو تذكرت الدعاء القرآنى اللهم ادخلني مدخل صدق واخرجنى مخرج صدق، فرددته وانا ابتهل إلى الله فى خشوع وسكينة غير عابيء بأصوات الموسيقى الهادرة التى اخترقت باب الديسكو.. حمدت الله لأننى تذكرت الولوج إلى الديسكو مقدما رجلى اليمين.
اجتهدت فى الجلوس بمكان يجمع الحسنيين الإتجاه للقبلة ورؤية المسرح أو (البست) بصورة واضحة.. ووفقت ولله الحمد والشكر.. أنغام الموسيقى شجعتني على إخراج مسبحتى الكهرمان وذكرت الله وجسدى يرتعش ويتمايل.
مع امتداد السهرة جاء صوت مذيع الديسكو الذى يقدم الفقرات قائلا: أحباء الديسكو الحلال أود أن ألفت انتباه حضراتكم إلى أن الديسكو به مكان مخصص لمن يريد أن يحيى سنة قيام الليل.
ثم جاء صوت المذيع بعد فترة: أحباء الديسكو الحلال نرجو الالتزام بالأخلاق الحميدة واذكركم بحديث خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم اقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا.. ونوجه عنايتكم إلى أن الديسكو الحلال سيغلق قبل أذان الفجر بعشر دقائق حتى تتاح لكم فرصة الإستعداد للصلاة.
أليس فيما كتبته آنفا ما يستوجب الاعتذار لكم، وما يحتم طلب المغفرة من الله.. غلبتنى السخرية ربما لثقتى أن أحدا لم يعد يسمع الكلام الجاد من عينة ما هكذا يكون تجديد الخطاب الدينى، وكفى تمسحا بالدين ويا عباد الله اتقوا الله، فكلنا سيقف أمام سريع الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
----------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج